أكذوبة شبح مايكل جاكسون.....

زائر

عندما لا يتحرى الصحفيون الدقة ولايفكرون في تأثير الخبر على المجتمع،
تصبح الصحافة مهنة إثارة لا قيمة لها أخلاقيا، بل يكون ضررها الاجتماعي
فادح، خاصة إن كان المجتمع يلجأ لوسائل الإعلام ليعلم منها ويتعلم كيف
يفكر ويحللَ -- وهو ما يترك أثره في الأجيال سواء كان إيجابيا أم سلبيا،
ويتضاعف هذا الأثر أضعافاً مضاعفة إذا ما نقلته الفضائيات التي أصبحت تغزو
عقول الناس وقلوبهم ليل نهار، لتشكل عقول الأجيال الجديدة.

إذا
كان الخبر تافها بعيدا عن المهنية ولايمت للواقع بصلة كالأخبار التي لا
تسمن و لاتغني من جوع، يكون تأثيره الضار أكثر من نفعه إن كان فيه نفع من
الأصل.

ولنأخذ أحدث مثال:
شاع خبر تافه يقول إن "شبح مايكل
جاكسون" ظهر في بيته! وانتشر هذا الخبر بالبريد الاليكتروني وفي المدونات
بنفس عنوان الصحيفة التي نشرته..

وهذا هو نص الخبر الذي نشرته صحيفة "اليوم السابع" الاليكترونية وكأنه شيئ مؤكد:
"بث برنامج "أنسايد نيفرلاند" للمذيع الأمريكى المشهور لارى كينج على قناة
"سى إن إن" تقريراً مصوراً عن ظهور شبح ملك البوب الراحل مايكل جاكسون فى
منزله بولاية كاليفورنيا، وكأن روحه رافضة أن تغادر هذا المكان الذى يعيش
فيه أولاده الثلاثة باريس وكاثرين وبرنس وأمه العجوز. وأظهر الفيديو شبح
جاكسون وهو يسير فى إحدى الردهات قبل أن يتحرك سريعاً يساراً ويميناً
ليختفى بعد ذلك تماما." ولم تذكر الصحيفة طبعا كيف يلاحق "الشبح" عائلة
جاكسون! أي فتة والسلام.

أرسلت للصحيفة تعليقا يصحح الخبر ومعه وصلة لأصله وأنه كلام غير صحيح،
ولكن للأسف لم تنشره! ربما عن عمد حتى لا تقع في حرج! رغم أنه من دواعي
المهنية أن تصحح الخبر بأن تنشر خبرا تابعا أكثر دقة على الأقل يفيد بأن
ما حدث كان مجرد "إشاعة" وليس صحيحا وهو لها أفضل من أن تتمادى في الخطأ.

عيب حقيقي على صحفيين "محترفين" في مصر أن يقعوا في هذه الهفوة. الصحافة
مشؤولية وما نشرته الصحيفة كلام فارغ كان يتعين التحقق منه، خصوصا وأنه
كلام ظهر قبل أسبوع من نشره على الانترنت! هذه صحافة إثارة وياريت يتحلى
الصحفيون بالمسؤولية الكافية، خاصة وأن بامكانهم نشر ما يريدون وهذا له
تأثير كبير في تشكيل الرأي العام وتغيير مفاهيم الناس البسطاء. الخبر ليس
خبرا إلا إن كان نافعا ومفيدا للمجتمع، وصحيحا قبل كل شيئ - وليس كما
يدرسه الصحفيين المصريين أن الخبر يكون خبرا إذا "رجل عض كلب أما "إذا
الكلب عض الرجل" فهذا أمر طبيعي! وليس بخبر!

ورغم أنني
ليس من المعجبين بشبكة التضليل العالمية سي إن إن التي اجتاحت العالم
العربي "مجانا" وأغرقته بأفكار غريبة للترويج لــ "رامبو" الأمريكي "على
الهواء مباشرة" في فترة حرب الخليج الأولى لتحرير الكويت مطلع التسعينات،
وروجت للعولمة، وأيضا بسبب دورها الأن في التنافس مع شبكة الإثارة
والتضليل "فوكس نيوز" اليمينية المتطرفة - إلا أننى احترم فيها التوضيح
التي تحتم عليها من قبيل المهنية الأخلاقية (أحيانا) أن تبثه للناس خاصة
بعد أن انتشرت في المدونات ما اعتبره المدونون "شبح مايكل جاكسون" باعتبار
أن مثل هذه الأخبار ضارة بوعي الناس.

و"الشبح" اللي شاهده الناس في الفيديو ما هو إلا خيال أحد عمال الإضاءة
الذين كانوا شغالين هناك في غرفة مايكل جاكسون استعداد لتسجيل جولة في
جناحه بالقصر الذي كان يعيش فيه في "نيفرلاند." تصادف أنه مر أمام مصابيح
الإضاءى أمام الكاميرا فوقع خياله على حائط الردهة المقابلة لغرفة نوم
جاكسون! لا عفريت ولايحزنون!

زائر

يسلمووووو

زائر

يسلمو على مرورك

زائر

مرسي كتير والله

» وفاة مايكل جاكسون المفاجئ...
» مايكل جاكسون.. أسطورة في حياته و في رحيله.....